إعادة التأمين الحل المجدي لإدارة الخطر – القانون الاماراتي

إعادة التأمين الحل المجدي لإدارة الخطر – القانون الاماراتي

إعادة التأمين الحل المجدي لإدارة الخطر – القانون الاماراتي

إعادة التأمين . . الحل المجدي لإدارة الخطر

مفهومها:

إعادة التأمين هي عقد يبرم بين شركة التأمين وشركة تأمين أخرى تسمى المؤمن المعيد ، بحيث تدفع شركة التأمين جزءاً من أقساط التأمين التي تحصل عليها من المؤمن عليهم لشركة إعادة تأمين تضمن لها في مقابل ذلك تغطية جزء من الخسائر، فهو إذن وسيلة تستخدمها شركة التأمين لإدارة الخطر ، فإذا وقع الخطر المؤمن ضده لجأ المؤمن عليه إلى شركة التأمين التي تدفع له تعويض على الخسارة ، ثم شركة التأمين بدورها تطالب شركة إعادة التأمين بدفع جزء من التعويض حسب الاتفاق المبرم بينهم.

ضرورتها :

لتوضيح مضمون إعادة التأمين نلجأ إلى طرح المثال الاتي:

إذا قدرت في التأمين من الكوارث مثلا أن في كل ألف خطر تؤمن منه يتحقق خمسة أخطار ، يبلغ مقدار التعويض فيها خمسين ألف درهم ، وجب أن يكون مقدار القسط الصافي خمسين درهما حتى تحصل الشركة من الألف المؤمن لهم على خمسين ألف درهم تغطي الكوارث المقدرة ، وتكوُن الشركة احتياطات لمواجهة هذه الالتزامات ، ولكنها لا تستطيع أن تطمئن إلى هذا التقدير اطمئنانا كاملا في مواجهة التزاماتها ، ويجب عليها أن تدخل في حسابها أن هذا التقدير إنما هو تقريبي قد يخطئ , وهذا الخطأ يقل كلما كثر عدد المؤمن لهم طبقا لقانون الكثرة ، ولكن احتمال الخطأ مهما قل يبقى قائما ، فقد تتحقق سبعة أخطار بدل خمسة ، ويكون التعويض الواجب دفعه سبعين ألفا بدلا من خمسين ألفا ، بل قد يتحقق خطران فقط ولكن التعويض عنهما يبلغ ثمانين ألفا بدلا من خمسين ألفا ، فيجب على الشركة إذن أن تواجه احتمال الخطأ هذا وما ينجم عنه من فروق في الحساب ، وذلك حتى تكون قادرة على مواجهة التزاماتها تجاه المؤمنين لديها ، وحتى يطمئن المؤمنون لديها ذاتهم إلى قدرة الشركة على تغطية الخسائر التي ربما تعرضوا لها ، وهو أساس عملية التأمين.

والوسيلة التي تلجأ الشركة إليها لتحقيق هذا الغرض هي إعادة التامين ، وفي المثل الذي قدمناه تبلغ طاقة الشركة في مواجهة التزاماتها خمسين ألفا ، وقد رأينا أن هناك احتمالا ولو بعيدا أن تبلغ التزاماتها سبعين أو ثمانين ألفا ، فتلجأ إلى شركة من شركات إعادة التأمين لتؤمن نفسها من هذا الاحتمال .

فعقد اعادة التامين إذن هو عقد بين المؤمن المباشر والمؤمن المعيد ، بموجبه يحول الاول للثاني جزءا من المخاطر التي يتحملها في نظير مقابل معين مع بقاء المؤمن هو المدين وحده للمؤمن لهم ، وإذا كان الغالب هو أن يحول المؤمن للمؤمن المعيد جزءا من المخاطر ، فليس هناك ما يمنع من أن يحول له كل المخاطر مع بقائه مؤمنا بالنسبة الى المؤمن لهم ، والحيطة الواجبة هي التي تملي على المؤمن أن يعيد التأمين على الوجه الذي قدمناه ، وبخاصة في التأمين من الأضرار.

إعادة التأمين من جانب المؤمن المعيد :

ولما كان المؤمن المعيد يعتبر مؤمنا بالنسبة إلى المؤمن المباشر ، فإنه قد يرى نفسه في حاجة إلى إعادة التأمين بدوره عند مؤمن معيد ثان ، وذلك بأن يحدد طاقته في إعادة التأمين ، وفيما جاوز هذه الطاقة يعيد إعادة التأمين ، وهذا ما يسمى بإعادة التأمين من جانب المؤمن المعيد ، فإعادة التأمين من جانب المؤمن المعيد تكون إذن عقدا بين المؤمن المعيد الاول والمؤمن المعيد الثاني ، بموجبه يحول الأول للثاني جزءا من المخاطر التي تحمل إعادة تأمينها ، وذلك في نظير مقابل معين ، وتتفق إعادة التأمين من جانب المؤمن المعيد مع إعادة التأمين في الطبيعة والتكوين والاثار ، فهي ليست إلا إعادة تأمين في الدرجة الثانية ، غير أن إعادة التأمين من جانب المؤمن المعيد تكون عادة في صورة إعادة تأمين بالمحاصة .

وبهذا نكون قد أوضحنا مفهوم إعادة التأمين كعملية تلجأ إليها شركات التأمين لضرورتها في مساعدة الشركة في إدارة الخطر ، وقد اعتمدنا غي ذلك على خبرتنا الطويلة في معالجة هذه القضايا ، حيث سبق لنا التوكل في العديد من قضايا التأمين وإعادة التأمين في مكتبنا ، مكتب محمد المرزوقي للمحاماة والاستشارات القانونية.

المحامي / محمد المرزوقي

مكتب محمد المرزوقي للمحاماة والاستشارات القانونية

دبي – ابوظبي – الامارات

“إعادة التأمين الحل المجدي لإدارة الخطر – القانون الاماراتي”