تعدد عقود التأمين التزام المؤمن له بإبلاغ المؤمنين الاخرين عند علمه به

تعدد عقود التأمين التزام المؤمن له بإبلاغ المؤمنين الاخرين عند علمه به

تعدد عقود التأمين التزام المؤمن له بإبلاغ المؤمنين الاخرين عند علمه به

تعدد عقود التأمين هو إبرام المؤمن له في ذات الوقت عدة عقود تأمين مع مؤمنين مختلفين ، وذلك لتأمينه على شيء واحد من خطر واحد وفي مستوى واحد .

بمعنى أن اخر ،تعدد عقود التأمين هو إبرام المؤمن لعقود تأمين هي في الحقيقة ليست إلا نسخا عن بعضها ، لا يتبدل بين العقد والاخر إلا المؤمن ، أو ربما مبلغ التأمين.

أي أن تعدد عقود التأمين هو حالة تقتضي لتحققها توافر شروط محددة ، بحيث يكون كل شرط منها لازما وغير كاف لتحقق الحالة ، وهذه الشروط هي :

يجب أن تكون عقود التأمين مبرمة مع مؤمنين مختلفين ، فلو كانت هذه العقود قد أبرمت مع مؤمن واحد لكانت جميعا في حكم عقد واحد ، ولدخل ذلك في نطاق المغالاة في التأمين لا في نطاق تعدد عقود التأمين.

أن يكون غرض العقود جميعها هو التأمين على شيء واحد ، فلو أمن عقد على شيء غير الشيء الذي أمن عليه العقد الاخر ، كأن يؤمن شخص على بيته وفي عقد اخر يؤمن على سيارته ، لما كان هناك تعدد لعقود التأمين ، بل هما عقدا تأمين منفصلان.

يجب أن يكون التأمين لمصلحة واحدة ، فلو أمن شخص على بيته من الحريق ثم أمن من استأجر البيت منه من مسؤوليته فيما لو احترق المنزل ، فهذه الحالة لا تعد تعددا لعقود التأمين ، لأن كل عقد يتعلق بمصلحة مستقلة عن المصلحة التي يتعلق بها العقد الآخر.

يجب أن يكون التأمين من خطر واحد ، فلو أمن شخص على مركبته من الحريق ، ثم أمن عليها من السرقة ، ثم من المسؤولية عن الحوادث ، لما كان هناك تعدد في عقود التأمين ، لأن كل عقد من العقود الثلاثة يؤمن من خطر غير الخطر الذي يؤمن منه العقدان الآخران.

يجب أن يكون التأمين عن وقت واحد ، فلو أمن شخص في أحد المواسم على مزروعاته من التلف ، وكان هناك عقد سابق بنفس المضمون عن موسم سابق ، فليس هناك تعدد لعقود التأمين ، لأن العقد الثاني لا يعاصر الأول بل يواليه زمنيا.

يجب أن يكون التأمين في مستوى واحد ، فلو أبرم عقدان أحدهما يؤمن الخطر إلى حد مبلغ معين ، والآخر يؤمن من نفس الخطر فيما يجاوز هذا الحد ، لم يكن هناك عقدان متعددان ، بل هناك عقدان أحدهما يكمل الآخر.

فإذا تحققت هذه النقاط الستة ، كانت هناك عقود متعددة ، وقد يكون في التعدد مغالاة وقد لا يكون ، فإن جاوز مجموع مبالغ التأمين في العقود المتعددة قيمة الشيء المؤمن عليه ، كان في التعدد مغالاة .

وفي كل الأحوال أوجب المشرع على المؤمن له تبليغ المؤمنين الاخرين بوجود تعدد لعقود التأمين ، وعادة تدرج في وثائق التأمين شروط تقضي بوجوب التبليغ عند تعدد المؤمنين ، ولا يوجد شكل خاص لهذا التبليغ ولكنه يكون عادة بكتاب موصى عليه مصحوب بعلم وصول ،

وكذلك ليس له ميعاد خاص بل يكون بمجرد علم المؤمن له بتعدد التأمين ، إذ يصح ان يكون المؤمن له جاهلا بهذا التعدد إذا كان ناشئا عن أن شخصا آخر قد عقد تأمينا لمصلحته غير التأمين الذي عقده هو قبل ذلك ، ولم يعلمه به إلا بعد فترة من الزمن ، فيجب عندها أن يبادر إلى تبليغ كل من المؤمنين المتعددين بأسماء المؤمنين الآخرين وبمبالغ التأمين الأخرى ، هذا ويكون التبليغ على هذا النحو واجبا ، سواء كان مجموع مبالغ التأمين في العقود المتعددة يزيد على قيمة الشيء المؤمن عليه او كان لا يزيد.

وبهذا نكون قد أوضحنا مفهوم تعدد عقود التأمين وعددنا شروط تحققها كحالة وجب على المؤمن له أن يسارع إلى إبلاغ المؤمنين الاخرين بوجودها عند علمه بها ، فبذلك يحمي نفسه من احتمال اعتبار المؤمنين له سيء النية قام بعملية غش وتدليس بهدف الكسب غير المشروع ، عن طريق حصوله على مبالغ التأمين من عقود التأمين المتعددة والتي تفوق في مجموعها قيمة الشيء المؤمن عليه .

المحامي / محمد المرزوقي

مكتب محمد المرزوقي للمحاماة والاستشارات القانونية

دبي – ابوظبي – الامارات

“تعدد عقود التأمين التزام المؤمن له بإبلاغ المؤمنين الاخرين عند علمه به”