الأخطاء الطبية في طب الأطفال – ضحايا بلا صوت – القانون الإماراتي

الأخطاء الطبية في طب الأطفال – ضحايا بلا صوت – القانون الإماراتي

الأخطاء الطبية في طب الأطفال – ضحايا بلا صوت – القانون الإماراتي

يُعدّ الأطفال حديثو الولادة من أكثر الفئات ضعفاً في النظام الصحي، إذ يعتمدون بالكامل على الأطباء والممرضين في رعايتهم وتلقي العلاج المناسب. ومع ذلك، تشكل الأخطاء الطبية في طب الأطفال تهديداً كبيراً لحياتهم، وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة أو حتى الوفاة. وتتراوح هذه الأخطاء بين التشخيص الخاطئ وتحديد جرعات دوائية غير دقيقة، وصولاً إلى الأخطاء في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة.

أنواع الأخطاء الطبية التي تؤثر على حديثي الولادة

أخطاء التشخيص: يواجه الأطفال حديثو الولادة صعوبة في التعبير عن أعراضهم، مما يدفع الأطباء للاعتماد على الفحص السريري وتاريخ الأم الطبي. وقد يؤدي سوء التقدير أو الاعتماد على تشخيص غير دقيق إلى علاج غير مناسب يؤثر سلباً على صحة الطفل.

أخطاء في الأدوية: يتمتع حديثو الولادة بحساسية عالية تجاه الأدوية، وأي خطأ في تحديد الجرعة أو نوع الدواء قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسبب تناول جرعة زائدة من المضادات الحيوية في مشاكل بالكلى أو الجهاز العصبي.

أخطاء أثناء الولادة: تشمل هذه الأخطاء التعامل غير السليم مع مضاعفات الولادة، مثل نقص الأكسجين أثناء المخاض، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ. كما أن اللجوء غير المبرر إلى العمليات القيصرية أو الاستخدام الخاطئ للأدوات الطبية مثل الملقط قد يسبب إصابات جسدية للرضيع.

أخطاء في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة: يحتاج الأطفال المبتسرون أو المرضى إلى رعاية متخصصة في وحدات العناية المركزة. وأي خطأ في إعداد الأجهزة الطبية مثل الحاضنات أو أجهزة التنفس الصناعي قد يؤدي إلى عواقب كارثية.

كيف يمكن للوالدين حماية أطفالهم من هذه الأخطاء؟

اختيار مستشفى موثوق: ينبغي على الوالدين البحث عن مستشفيات ذات سجل قوي في رعاية حديثي الولادة، والتأكد من وجود أطباء مؤهلين وذوي خبرة.

التحقق من الأدوية والجرعات: يجب على الوالدين مراجعة الأدوية المقدمة لأطفالهم واستشارة الأطباء أو الصيادلة بشأن الجرعات المناسبة والآثار الجانبية المحتملة.

طلب التوضيحات الطبية: لا ينبغي للوالدين التردد في طرح الأسئلة حول صحة طفلهم، ويجب عليهم فهم جميع الإجراءات الطبية المقترحة قبل تنفيذها.

المراقبة المستمرة للطفل: يمكن للوالدين ملاحظة أي تغيّرات غير طبيعية في صحة الطفل وإبلاغ الطاقم الطبي فوراً، حيث إن التدخل المبكر قد يمنع تفاقم المضاعفات.

طلب رأي طبي ثانٍ عند الحاجة: في حال وجود شك في التشخيص أو العلاج، يُنصح بالحصول على رأي طبي آخر لضمان اتخاذ القرار الأفضل.

الخاتمة

تشكل الأخطاء الطبية في طب الأطفال، وخصوصاً تلك التي تؤثر على حديثي الولادة، خطراً جسيماً يتطلب اهتماماً من الأطباء والوالدين على حد سواء. وعلى الرغم من أن هذه الأخطاء قد تكون غير مقصودة، إلا أن نتائجها قد تكون مدمّرة. لذا، فإن رفع مستوى الوعي واتخاذ التدابير الوقائية أمران ضروريان لضمان حصول الأطفال على رعاية طبية آمنة وعالية الجودة.

المحامي / محمد المرزوقي
مكتب محمد المرزوقي للمحاماة والاستشارات القانونية
دبي – ابوظبي – الامارات

“الأخطاء الطبية في طب الأطفال – ضحايا بلا صوت – القانون الإماراتي”