دور المستفيدين من الرعاية الصحية في تجنب الأخطاء الطبية

دور المستفيدين من الرعاية الصحية في تجنب الأخطاء الطبية

دور المستفيدين من الرعاية الصحية في تجنب الأخطاء الطبية

تُعد الأخطاء الطبية من المشكلات الخطيرة التي تواجه أنظمة الرعاية الصحية، إذ يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة أو حتى الوفاة في بعض الحالات. وعلى الرغم من أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتحملون مسؤولية كبيرة في الحد من هذه الأخطاء، فإن للمرضى أنفسهم دوراً محورياً في الوقاية منها من خلال وعيهم بحقوقهم، ومشاركتهم الفعالة في رعايتهم الصحية، والحفاظ على تواصل جيد مع مقدمي الرعاية. في هذا المقال، سنستعرض أهم الطرق التي يمكن للمرضى من خلالها تقليل خطر الوقوع ضحية للأخطاء الطبية.

الوعي بحقوق المرضى ومسؤولياتهم

من الضروري أن يكون المرضى على دراية بحقوقهم، مثل حقهم في الحصول على معلومات واضحة حول حالتهم الصحية، والأدوية الموصوفة لهم، وخيارات العلاج المتاحة. كما ينبغي أن يدركوا مسؤولياتهم، بما في ذلك تقديم معلومات دقيقة عن تاريخهم الطبي والالتزام بخطط العلاج التي يحددها الأطباء. إن الوعي بهذه الجوانب يساعد المرضى على اتخاذ قرارات مستنيرة ويقلل من احتمالية حدوث الأخطاء الطبية.

تأكيد التشخيص وطلب رأي طبي ثانٍ

يُعد التشخيص الخاطئ من أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً، لذا لا ينبغي للمرضى التردد في طلب رأي طبي ثانٍ، خاصة إذا كان التشخيص غير واضح أو إذا استمرت الأعراض رغم تلقي العلاج. يمكن لاستشارة طبيب آخر أن تؤكد دقة التشخيص أو تكشف عن أخطاء محتملة، مما يساعد على تجنب العلاجات غير الضرورية أو الضارة.

مراجعة الأدوية وتأكيد الجرعات

يجب على المرضى التأكد من أنهم يتلقون الدواء الصحيح بالجرعة المناسبة. من المهم قراءة النشرة المرفقة مع الدواء، والاستفسار عن الآثار الجانبية المحتملة، والتحقق من التفاعلات الدوائية الضارة. وإذا كان هناك أي شك في الوصفة الطبية، ينبغي طلب التوضيح من الصيدلي أو الطبيب.

الاحتفاظ بسجل طبي دقيق

يُنصح المرضى بالاحتفاظ بسجل طبي يتضمن تفاصيل حالتهم الصحية، والأدوية التي يتناولونها، والحساسيات، والعمليات الجراحية السابقة. يمكن أن يكون هذا السجل مفيداً عند استشارة طبيب جديد أو في حالات الطوارئ، حيث يساعد الطاقم الطبي على اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة وتجنب الأخطاء الناتجة عن نقص المعلومات.

التواصل الفعال مع مقدمي الرعاية الصحية

يُعد التواصل الفعال مع الأطباء والممرضين من أهم العوامل في تقليل الأخطاء الطبية. يجب على المرضى طرح الأسئلة حول حالتهم وخيارات العلاج، وعدم التردد في طلب التوضيح إذا كان هناك أمر غير مفهوم. كما أن تكرار المعلومات الطبية المهمة مع الطبيب أو الممرض يمكن أن يساعد في تقليل سوء الفهم والأخطاء.

التحقق من الإجراءات الطبية والجراحية

قبل الخضوع لأي إجراء طبي أو جراحي، من الضروري التأكد من التفاصيل مسبقاً. يجب على المرضى سؤال الفريق الطبي عن طبيعة الإجراء، والمخاطر المحتملة، والخطوات المتبعة لضمان تنفيذه بشكل صحيح. في بعض المستشفيات، يُطلب من المرضى أو عائلاتهم التوقيع أو وضع علامة على الجزء المتأثر من الجسم قبل الجراحة، مما يقلل من احتمالية حدوث الأخطاء.

الإبلاغ عن الأخطاء الطبية والمخاوف

إذا لاحظ المريض وجود خطأ طبي أو كانت لديه مخاوف بشأن جودة الرعاية المقدمة، فمن المهم الإبلاغ عنها فوراً. يمكن أن يساعد الإبلاغ في منع تكرار الخطأ مع مرضى آخرين وتحسين معايير السلامة في المستشفى أو العيادة.

الخاتمة

على الرغم من أن المسؤولية الأساسية في منع الأخطاء الطبية تقع على عاتق مقدمي الرعاية الصحية، إلا أن للمرضى دوراً كبيراً في حماية أنفسهم من خلال الوعي، والتحقق من المعلومات الطبية، والتواصل الفعال مع الأطباء. فكلما زاد فهم المرضى لدورهم في رعايتهم الصحية، زادت فرص تقليل الأخطاء الطبية وتحسين جودة الخدمات الصحية.

المحامي / محمد المرزوقي
مكتب محمد المرزوقي للمحاماة والاستشارات القانونية
دبي – ابوظبي – الامارات

“دور المستفيدين من الرعاية الصحية في تجنب الأخطاء الطبية”