الشذوذ الجنسي الباعث الخفي لبعض الجرائم

الشذوذ الجنسي الباعث الخفي لبعض الجرائم

الشذوذ الجنسي الباعث الخفي لبعض الجرائم

تتجلى مظاهر الانحراف الاجتماعي في صور شتى كالتسول ، او الدعارة ، او تعاطي الحشيش ، او السرقة ، او الاعتداء والاغتصاب ، وكلها تدخل ضمن نطاق ظاهرة الجريمة ، ولعل من اهم ما سبق ذكره جرائم الاعتداء على العرض.

ان هذه الجرائم ينتجها شذوذ في الغريزة الجنسية ، غير ان هذا الشذوذ بمفرده لا يؤدي الى الجريمة كوسيلة لإشباعه الا اذا اقترنت به ظروف مساعدة ومؤيدة له ، ولا تبدو خطورته الا حين يكون مصحوبا بتكوين اجرامي كذلك ، فمن الظروف التي تساعد على اشباعه بطريق الجريمة عادات واحوال صحية سيئة وأسر منحلة وصورة فاضحة تثير الاشتهاء ، وكثيرا ما تقع جرائم العرض الخطيرة من افراد يرتكبون كذلك جرائم الاعتداء على المال والاشخاص مقرونة بالعنف .

وللغريزة الجنسية دور في تكوين شخصية الفرد ونشاطه واعماله وما قد يصدر عنه – لدى المنحرفين – من جرائم اعتداء على العرض .

وتصاب الغريزة بشذوذ اما كما واما كيفا اي نوعا ، والشذوذ النوعي في الغريزة الجنسية اما ان يتخذ صورة انقلابية ، اي الجاذبية بين فردين من جنس واحد ويعلل العلم تعلق الفرد بآخر من جنسه، اما بعامل وراثي ، واما بعامل من الاضطرابات التي أصابت والدته اثناء الحمل فأثرت على تكوينه.

وقد يتجلى هذا الميل الجنسي اما في صورة هيام أفلاطوني واما في صورة أفعال مادية ، أو صورة مخلة بالآداب العامة ، أو الى التهديد بإثارة الفضيحة لابتزاز الاموال ، أو الى غيرة على الفرد المحبوب والى جرائم عنف وقتل ، حين يكون الميل نفسه مقترنا بتكوين اجرامي في الفرد ، اما الصورة الفسادية للشذوذ الجنسي فتتخذ اشكالا عديدة منها ما يطلق عليه ” ساديزم ” وفيه لا تثور الشهوة الجنسية عند الفرد الا اذا أتى افعالا من العنف على جسم المرأة ، وقد تصل احيانا الى الخنق والقتل ، وتقوم مقام الساديزم ظاهرة اخرى شاذة بمثابة عوض عنه ، وهي المتعة الجنسية التي يحس بها الفرد حين ينزل بالأشخاص الآخرين الخاضعين لسلطانه عناء ماديا او ادبيا او عقوبات جسدية ، وهو الشذوذ المعروف بالمازوخية ، وهناك ايضا شكل من الشذوذ يطلق عليه ” الفيتشية ” وفيه تثور الشهوة الجنسية عند رؤية معينة من جسم الغير او لون معين من الملابس.

والشكل الاخير يتخذ الشذوذ الجنسي فيه شكل الميل الجنسي الى المحارم كأب وابنته ، فهو شذوذ ينشأ عنه جموح في الشهوة وانهيار في قوة ضبط النفس يساعد عليه فساد الجو العائلي .

ومن اشكال الشذوذ الجنسي السابقة الذكر تتولد جرائم الاعتداء على العرض بصورها المختلفة التي ذكرناها ، ولما كانت الغريزة الجنسية ذات تأثير على النشاط النفساني للفرد ، فإنها كثيرا ما تكون الباعث الخفي لجرائم تبدو منقطعة الصلة بها ، ويفسر خفاء الطابع الجنسي في هذه الجرائم ، اما ان الطبيعة الجنسية تخضع لتغيرات تحدثها الظروف المحيطة واما بالاتجاهات النفسية التي يتخذها المجرم في سبيل وضع فكرته موضع التنفيذ ، واما لإخفاء الاصل الجنسي حينما يكون عن ضعف جنسي او عن ظروف يبدو معها شائنا لكرامة المجرم.

المحامي / محمد المرزوقي

مكتب محمد المرزوقي للمحاماة والاستشارات القانونية

دبي – ابوظبي – الامارات

“الشذوذ الجنسي الباعث الخفي لبعض الجرائم”